أخر الاخبار

ماذا دار في اللقاء الذي جمع راشد الغنوشي بالسبسي منذ يومين ؟

أقاويل كثيرة رافقت لقاءات الباجي قائد السبسي براشد الغنوشي وتحاليل أكثر تلك التي خلّفتها هذه اللقاءات التي  تكون بغير سابق اعلان...
تونس ـ الشروق: 
فقد علمت الشروق أن اللقاء الجديد الذي جمع الباجي قائد السبسي بالغنوشي، وقد تمّ أمس الأول، لم يكن كبقية اللقاءات، حيث تضمّن عتابا وربّما نقدا وجّهه  الباجي الى الغنوشي...
فتململ الحوار وعدم الوصول الى حلّ رغم أن خارطة الطريق تنصّ على الترتيب الزمني وتحدّده، جعل من المضاربة بالمعلومة والاشاعة كذلك، تأخذ مكان الحقيقة والواقع في الأحداث...
ذلك أن السيد الباجي قائد السبسي الذي  تحوّل هذه المرّة وبطلب منه الى السيد راشد الغنوشي، قد يكون صمّم وضع حدّ لعلاقة غامضة شابتها الكثير من «المضاربات» و«الاشاعات» بل والاستهداف الممنهج الذي قد يكون صدر من أطراف في «الترويكا» كلّما حدثت مقابلة بين الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي.
وللتذكير، فإنه ومنذ اللقاء الأوّل بين الرجلين، الذين كانا الى وقت قريب يقفان وحزبيهما على طرفي نقيض، كانت في كل مرّة ترشح «معلومات» و«أنباء»عن اللقاء مفادها أن صفقة تتمّ بين نداء تونس والنهضة... وكان في كل مرّة يخرج الباجي قائد السبسي ويكذّب هذه الأقوال والتعاليق... كما أن اللقاءات المتكرّرة بين الرجلين وخاصة لقاء باريس في أوت الماضي، أوج الأزمة التي خلّفها اغتيال الشهيد محمد البراهمي، سمحت، حسب مصدرنا، لبعض المتربّصين بهذا  الطرف أو ذاك، السعي الى دقّ اسفين صلب جبهة  الانقاذ، خاصة وأن الجبهة الشعبية التي تتمتّع برصيد شعبي متزايد، هي من يتحالف مع نداء تونس، بل مع الاتحاد من أجل تونس، على أسس جبهة معارضة «للترويكا»...
من جهة أخرى علمت «الشروق» من مصادر متطابقة، أن السيد الباجي قائد السبسي قد يكون غضب هذه المرة من أمرين اثنين قد يكونان صدرا عن حركة النهضة، ويتمثل الامر الأول في ان لقاء السيد راشد الغنوشي مع الرئاسة الجزائرية قد يكون شابته مسحة من التذمّر (النهضة) من نداء تونس فيما راجت أنباء في تونس خلال نفس الفترة، مفادها ان الباجي قائد السبسي قد يكون له عين على القصبة لرئاسة الحكومة في هذه الفترة، مما حدا برئيس نداء تونس ونداء تونس الحزب الى الاسراع لتكذيب هذه «الاشاعات»... بل إن مصادر أخرى تحدثت عن «مخطط» من أطراف في «الترويكا» قامت بوساطات لإقناع الباجي قائد السبسي بأن يتولى رئاسة الحكومة بعد فشل المتحاورين (في الحوار الوطني) في الاتفاق على شخصية ترأس الحكومة وهذه الاطراف (من الترويكا حسب مصادرنا) جعل الباجي قائد السبسي إن هو قبل بالعرض يبدو أمام الرأي العام وحلفائه إنه شخصية ميكيافيلية، لا همّ لها غير الكرسي.
أما الأمر الثاني الذي قد يكون أثار حفيظة الباجي وهو يتجالس أمس الأول مع الغنوشي، هو ان رئيس نداء تونس وكلما عقد  لقاء مع رئيس حركة النهضة تسرّبت أنباء غير صحيحة من ذات اللقاء تشير «دون وجه حق» حسب تعبير مصدر آخر لـ «الشروق» بأن في الأمر صفقة بين الحزبين وبين الرجلين..
مصادرنا تؤكد ان القلق بلغ برئيس نداء تونس حدّ أنه قد يكون متحفظا تجاه اي لقاء آخر مع الغنوشي تحفظ قد يصل الى عدم حصوله..
من هنا قد نفهم صرامة البيان الأخير الصادر عن جبهة الإنقاذ، إضافة الى تصريح الباجي قائد السبسي منذ ايام من ان فشل الحوار سيخلفه الاحتكام الى الشارع... وأن الشارع لن ينتظر طويلا قبل ان يستعيد سيادته..



جميع الحقوق محفوظة ©2016