أصرّ رئيس «نداء تونس» على البقاء بجربة ورفض امتطاء الطائرة ليعود
الى تونس أمس، وذلك على خلفية الهجوم الذي تعرّض له الاجتماع الشعبي لنداء تونس
بجربة...
كان هذا فحوى ما صرّح به لـ «الشروق» أمس، مساء. السيد الباجي قائد
السبسي في أول ردّ فعل له على ما حدث، الذي كشف لنا أنه تحادث عبر الهاتف مع
السيد وزير الدفاع، وطلب منه حماية من الجيش الوطني لجموع المجتمعين بالمكان
المخصص والمرخّص فيه من السلطات الجهوية، ليقيم نداء تونس اجتماعه الجماهيري.
وأضاف الباجي قائد السبسي وقد بدا مشدوها من خلال نبرات كلامه، معنا
عبر الهاتف، إن هذا الذي حدث هو اعتداء صارخ على حرية التعبير والتنظّم، لم تعهده
تونس من قبل. وقال: هذا اعتداء على أهالي جربة قبل أن يكون اعتداء على نداء تونس،
في اشارة منه الى أخبار تداولتها بعض المواقع والقائلة إن جل العناصر التي نظّمت
الهجوم، ليست من جزيرة جربة...
وقال قائد السبسي «نحن في خطر اليوم... تونس في خطر... وسنعود
الى مربّع قانون الغاب، الذي لم تعرفه تونس من قبل... وهذا الذي حدث اليوم
(أمس) أمر غير مسبوق... مشيرا الى أن الانطباع العام الذي حصل لدى الجماهير
المعتدى عليها، أن الأمن بدا وكأنه يشجّع أو هو لم يكن حازما بالدرجة التي
تجعل الدولة تمارس صلاحياتها في حماية جربة وأهالي جربة..
وعن قصة أحداث أمس قال رئيس نداء تونس: «جئنا لاجتماع عام نظّمناه منذ
أسابيع وطلبنا حضور الأمن.. ومن سوء الحظ، حضر فيلق من المعتدين رافعين الأعلام
السوداء، فيهم من هو من النهضة ومنهم من ينتمي إلى «رابطات حماية الثورة» هجموا
وكسروا ورشقوا الحضور بالحجارة».
وتحدث الباجي قائد السبسي عن عملية المحاصرة التي تردى فيها الحاضرون
في الاجتماع الذي لم يتم، كاشفا النقاب عن أنه «ما يحزّ في نفسي أن الأمن لم يتدخل
لحماية الاجتماع رغم أننا طلبنا منذ البداية بحماية مكثفة وقالت وزارة الداخلية
انها تسيطر على الوضع.. وأنا أقول انها ليست دولة إلا متى قدرت أن تحمي جربة».
ووصف قائد السبسي ذات الهجوم بالاعتداء الوحشي، معبرا عن رفض امتطاء الطائرة
للعودة إلى تونس قائلا: إما نعود مع بعضنا ويؤمّن خروج أهالي جربة الحاضرين في
الاجتماع وبسلام، وإما نحن باقون هنا..
وانتهى رئيس نداء تونس، إلى القول ان «هذه جريمة بحدّ ذاتها»، لأن
قرابة ألفي مواطن هم محتجزون (مساء أمس) الآن، والأمن غير قادر على منع الاعتداء
عليهم.. وكذلك السلطة ـ يقول قائد السبسي ـ غير قادرة على حماية أهالي جربة.. وقال
ان بلادنا (تونس) في خطر اليوم.. معتبرا أن ما حدث قد يكون من باب القول: رب ضارة
نافعة.. في إشارة منه إلى هذا الكساء الاعلامي الذي طبع به الحدث.