أخر الاخبار

هكذا فشلت مخططات اغتيال السبسي... بن جعفر... العريّض... الهمـــامي...العبّــاسي... مرجــــان... ألفـة يوسف وأم زيــاد

مازال لغز اختفاء الزعيم الروحي لأنصار الشريعة المدعو «ابو عياض» يثير الريبة وتحوم حوله عديد الشكوك وخاصة انه في اعترافات احد قادة الجناح العسكري للتنظيم اكد ان كل الاغتيالات تمت بمباركة «شيخهم» كما يلقبونه.
إعداد : منى البوعزيزي وسفيان لسود 
تونس ـ الشروق:
القائد العسكري لتنظيم أنصار الشريعة «محمد العوادي» كان عبارة على كنز «علي بابا» بالنسبة لوزارة الداخلية فاعترافاته فتحت أمامهم العديد من الأبواب التي كانت موصدة ابتداء من محاولة اغتيال رئيس الحكومة علي العريض بمنطقة» الدندان» من ولاية منوبة وصولا إلى التخطيط لتفجير سيارة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل.
«
الشروق» تنشر تفاصيل اعترافات قائد الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة «محمد العوادي» وكيفية القبض عليه وعلى عدد من مساعديه وحقيقة مراسلات الاستخبارات الأمريكية والدولية التي وصلت إلى وزارة الداخلية قبل اغتيال الشهيد «محمد البراهمي» بأسبوع .
تفاصيل مثيرة تنفرد « الشروق» بنشرها حول محاولة اغتيال وتفجير سيارة الأمين العام حسين العباسي واغتيال عدد أخر من السياسيين.
23
مراسلة
بلغ عدد المراسلات التي وصلت إلي وزارة الداخلية 23 وثيقة من وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي اي اي» وغيرها من الوكالات من بلدان عديدة وتحديدا إلى إدارة العمليات المختصة من تاريخ 13 جويلية إلي غاية 23 من نفس الشهر وكلها تحذر من عمليات تفجيرية واغتيالات سياسية وكان محتوى بعضها كالأتي :
ـ تفجير موكب رئيس الحكومة علي العريض بحزام ناسف ومكان التخطيط للجريمة هو احد الجوامع بمنطقة «الدندان» التابعة لولاية منوبة التي تبعد بعض الكيلومترات عن العاصمة ومنفذو هذه العملية عدد من السلفيين المتشددين مما جعل قوات الأمن تقتحم المسجد وتعتقل عددا منهم ونجحت قوات مكافحة الإرهاب في التصدي لهذه الجريمة قبل وقوعها وتم اختيار الجامع بالذات لان سيارات «العريض» تمر بصفة يومية من هناك نحو منزله بالعقبة من نفس الولاية.
ـ حذرت وكالة الاستخبارات الأمريكية من عملية اغتيال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي عن طريق تفجير سيارته وتم اعتماد هذه الطريقة لان الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة لاحق «العباسي» عديد المرات من منزله إلي غاية مقر المنظمة الشغيلة دون جدوى وفي اعترافات «العوادي» أكد انه فشل في الإيقاع بالأمين العام نظرا لكونه يتحرك دوما برفقة نقابيين ولم يتواجد لوحده منذ بداية ملاحقته.
ـ الباجي القايد السبسي كان أيضا من أهم الأهداف الرئيسة لمخطط الاغتيالات وكان من المقرر أن يتم تصفيته في اجتماع جماهيري لحركة نداء تونس بأحد ولايات الشمال الغربي ولكنهم أخفقوا في النيل منه لأنه كان يعتمد على حراس شخصيين مما جعل المخططين يفكرون في تأجيل جريمتهم إلى وقت لاحق يتم تحديده من المجلس العسكري للتنظيم .
ـ أكدت عديد الوثائق الاستخباراتية ان حمة الهمامي كان هدفا لتنظيم أنصار الشريعة وتمت ملاحقته في عديد الاجتماعات الخاصة بالجبهة الشعبية وفشلت محاولاتهم لقتله رميا بالرصاص وبنفس أسلوب جريمة «بلعيد».
ـ جاء في احدي المراسلات الاستخباراتية أن مصطفي بن جعفر كان أيضا هدفا للاغتيال بسبب علاقته الوطيدة مع فرنسا حسب اعتقادهم وهو ابنهم المدلل ويساهم في الحرب على الإسلام.
ـ تحذير من تفجير مركب تجاري كبير بجهة «المرسى» مما جعل الجهات الأمنية تقوم بمراقبة المكان عن بعد لمدة طويلة وتوفر الحماية اللازمة له.
جريمة سوسة
اعترف محمد العوّادي شُهر (الطويل)و هو أحد أخطر العناصر الإرهابية في تونس وقائد الجهاز العسكري والمسؤول الثاني في ما يُسمّى تنظيم أنصار الشريعة المحظور والذي تم القبض عليه في برج «شاكير» في الضاحية الغربية للعاصمة انه كان المشرف الرئيسي على مخطط اغتيال ثلاث شخصيات هامة من ولاية سوسة وهم ألفة يوسف الكاتبة والمفكرة والسياسي كمال مرجان والصحفية والأستاذة ام زياد وهكذا كانت ستتم الجريمة :
ـ منفذو العملية: عددهم ستة سلفيين متشددين ينتمون إلى أنصار الشريعة
ـ طريقة التنفيذ : انقسم المتهمون إلى ثلاث مجموعات وكل مجموعة تحتوي على شخصين محملين بسلاح ناري .
ـ مراقبة شديدة للشخصيات المستهدفة لمدة 24 ساعة عن طريق متعاونين ينتمون لتنظيم أنصار الشريعة.
أسباب الاغتيال
تم اختيار الضحايا بدقة وهذه أسباب استهدافهم:
ـ الكاتبة ألفة يوسف :محاربة الإسلام والحقد على الدين والمنقبات ومحاربتهم والتهكم على الأحاديث النبوية حسب اعتقادهم .
ـ السياسي كمال مرجان: بسبب حزبه الجديد الذي اعتبروه مواصلة للنظام السابق حسب تبريرهم لمخطط جريمتهم .
ـ الكاتبة والأستاذة ام زياد : تحارب الإسلام وتشجع على ضرب كل المعتقدات وتسخر من الإسلاميين.
فشل مخطط اغتيال هاته الشخصيات الوطنية بسبب إحباط قوات الأمن لهذه الجريمة قبل وقوعها بساعات فقط لأنه كان من المنتظر أن يتم اغتيالهم صباحا وفي نفس التوقيت واليوم وللعلم فقد كانت الشخصيات الثلاث موجودة في ولاية سوسة وكان من المنتظر أن يتم تهريبهم نحو احد البلدان المجاورة.
ابو عياض هرب
تمكن سيف الله بن حسين المعروف «بأبو عياض» والبالغ من العمر 45سنة وهو الزعيم الروحي لتنظيم أنصار الشريعة المحظور من الهروب مؤخرا إلى ليبيا متنكرا بنقاب وهو في حماية حركة سلفية ليبية وتعرف ايضا بأنصار الشريعة وتسهر على حمايته وتوفير الأمن والمال له وتضخ المليارات في حسابه ولإتباعه سواء في ليبيا او داخل الحدود التونسية وتساعده أيضا على إيصال الأسلحة إلي معاونيه والمقربين منه.
تورط سياسيين 
يملك ابو عياض صورا وفيديوهات تورط عددا من السياسيين في عمليات إرهابية تمت بموافقتهم وقد قام سيف الله بن حسين بعملية التصوير بمساعدة شخصين كانا يرافقانه وتمت هذه العمليات بآلتي تصوير حديثة على شكل «حامل الكتروني» يعلق على مستوي الرقبة ولا يمكن رؤيته وقاما بإخفائه تحت ذقنيهما.
يملك سيف الله بن حسين وثائق على غاية من الأهمية وتورط عديد القيادات الحزبية المحسوبة على احد الأحزاب الحاكمة والمعروفين ايضا بتأييدهم المطلق لتنظيمه ودعمهم المالي واللوجستي له وعلمت الشروق انه تم الاتصال بمعاوني «ابو عياض» لإقناعه بتسليم ما لديه من معلومات مقابل توفير عودة محترمة وآمنة ولكنه تمسك بالرفض لأنه يعتبر أن هذه الأدلة بمثابة مفتاح الأمان له ولأنصاره أيضا.
لحظات قبل الكارثة
لم يكن في الحسبان اغتيال الشهيد «محمد الابراهمي» ولكن الصدفة قادته للموت ,فقبل 20 يوما من عملية الاغتيال دخل المرحوم إلى جامع بحي الغزالة بالقرب من منزله فاعترضه احد أعضاء الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة ولحظتها راودته فكرة قتل الضحية لأنها غير محمية وسهلة المنال حسب الاعترافات فقد بادر بإلقاء التحية عليه فرد «الابراهمي» بكل أدب واحترام فابتسم له المتهم وغادر نحو منزله حاملا المخطط في راسه واعلم القاتل «عبد الحكيم» الذي كان يقطن معه في نفس البيت بفكرته وأجابه مباشرة «الله يبارك».
تقصير
علمت «الشروق» ان وزارة الداخلية فتحت تحقيقا فوريا حول وثيقتي التحذير من اغتيال الشهيد «الابراهمي» لمحاسبة كل من يثبت تقصيره وقال مصدر امني ان سلطة الإشراف لم تعطي أهمية لهاتين المراسلتين ورغم ذلك تمت مراقبة «الحاج محمد» عن بعد ثم سحبت لاحقا وجاء في احد الوثائق الاستعلاماتية الداخلية التي كتبتها الجهات المعنية التي قامت بعملية المراقبة لمدة وجيزة «من المستبعد ان يتم اغتيال عضو المجلس التأسيسي محمد الابراهمي لأنه كان يواظب على الصلاة في مواعيدها وهو حاج أربعة مرات وقام بعديد العمرات وعلاقته طيبة مع المواطنين ولا يمكن اغتياله لأنهم يستهدفون شخصيات اليسار ويعتبرونهم أعداء لهم لذلك سنسحب اعواننا ونعتقد ان المعلومات خاطئة».
قيادات امنية
أثناء عملية المداهمة لمنزل الإرهابي «محمد العوادي» تم العثور على صور شخصية لعدد من القيادات الأمنية البارزة والمعروفة بمحاربتها للإرهاب ووثائق دقيقة حول تحركاتهم ومدارس أبنائهم ووظائف زوجاتهم والمقاهي التي يرتادونها وساعة الخروج والدخول الي منازلهم وتم حجز آلات تصوير حديثة وجل المستهدفين من المؤسسة الأمنية يقطنون بتونس الشرقية.
القضقاضي الغائب الحاضر
تملك وزارة الداخلية فيديو يصور قاتل الشهيد شكري بلعيد وهو يذبح الجنود الشهداء في جبل «الشعانبي» من ولاية القصرين وجد في هاتف احد الإرهابيين الذين تم القبض عليهم مؤخرا ورغم تواجده في الجبل ألا انه يقوم ببعث رسائل مشفرة إلي أنصاره حيث انه بارك عملية اغتيال «محمد الابراهمي» وطلب من عبد الحكيم أن ينفذ جريمته ويهرب إليه ليوفر له الحماية ولكن فشلت إلى حد الآن محاولات القاتل الثاني في الفرار وحسب المعلومات الأمنية فهو يختبئ بالعاصمة ومن المرجح أن يكون في احد الإحياء الشعبية.



جميع الحقوق محفوظة ©2016