أخر الاخبار

أرملة فوزي بن مراد تفجّر معطيات جديدة حول وفاة زوجها

الأستاذ فوزي بن مراد الرئيس السابق للجنة الدفاع عن المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد، توفي يوم السادس من شهر أفريل اثر نوبة قلبية، لكن هل توفي بسبب سكوت قلبه عن الخفقان.
الجميع اعتقد ذلك في بداية الأمر، لأن الأستاذ فوزي بن مراد كان يعاني من مرض القلب وقد سبق أن أصيب بجلطة، وتم إسعافه، وهو يتلقّى العلاج، بمتابعة من طبيبه الخاص، وعائلته وخاصة زوجته الأستاذة فادية بن حضرية بن مراد تعرف جيدا علامات الإصابة بالأزمة القلبية، ويدركون طريقة الإسعاف، وهو في وضع تجاوز فيه حالة الخطر.
يوم السادس من شهر أفريل سنة 2013 كان يوم سبت، إذ يستقبل حرفاءه من جهة سليمان حيث يسكن خلال نهاية الأسبوع في مكتب زوجته، العدل منفذ، بقرنبالية، خلافا لسائر أيام الأسبوع يستقبل بقية الحرفاء بمكتبه بنهج ابن خلدون وسط العاصمة.
توجه إلى مكتب زوجته في حدود الساعة العاشرة صباحا، وبعد أكثر من ساعة من العمل، اتصل بزوجته وأبلغها بأنه يشعر بتعرّق، فظنت أن نسبة السكري في الدم قد هبطت فطلبت منه أن يتناول بعض الحلويات ويقوم بقياس نسبة السكري في الدم من الصيدلية الموجودة تحت المكتب.
لم يزد إلا بعض الوقت القليل ثم عاود الاتصال بها ليعلمها بأن عرقا كبيرا يتصبب من كافة أنحاء بدنه، فخرجت من المنزل لتلتحق به وتستجلي الأمر.
أثناء ذلك توجه مع كاتبة زوجته وقريبها إلى مستشفى قرنبالية، إلا أن الأستاذ فوزي بن مراد لم يتمكن من مواصلة قيادة السيارة، فأخذ مرافقه المقود عوضا عنه، وببلوغهم مستشفى قرنبالية تم إنزاله، عندها لحقت زوجته، فأبلغها بأنه يشعر بدوار، وباختناق.
الأستاذة فادية بن مراد، قالت أن الأزمة القلبية قد لا تمهل صاحبها أكثر من بعض الدقائق، إلا أن فوزي ظلّ يقاوم أكثر من ساعة وربع الساعة، أمام عجز تام للطاقم الطبي وشبه الطبي الذي لم يتمكن من استعمال جهاز التنشيط بالكهرباء، ولم يتمكن من تنشيط القلب او استعمال بعض الوسائل والطرق لإسعاف إنسان في حالة صراع مع الموت إذ اكتفوا ببعض عمليات التدليك البدائية غير المجدية، وأضافت، بأنه رغم طلبهم بتوفير سيارة إسعاف مجهّزة حتى إن اقتضى الأمر على الحساب الخاص، لنقله إلى مصحّة خاصة أو إلى مستشفى نابل، إلا أنهم ماطلوا في ذلك، وأحضروا بعد فوات الأوان سيارة لا تتوفر فيها أبسط التجهيزات، ولا يمكن وصفها بأكثر من سيارة للنقل الريفي لا غير.
الأستاذة فادية بن حضرية قالت إن زوجها تقيّأ دما، وهو ليس من أعراض الإصابة بأزمة قلبية، وشكّت بأن زوجها قد يكون تناول مادّة قاتلة، حتى قبل فترة، إذ هناك بعض المواد تؤتي أكلها بعد  مدة زمنية قد تصل الأسبوع أو أكثر.
الأستاذ فوزي بن مراد، في لحظاته الأخيرة، نظر طويلا إلى زوجته، وأبلغها، مثلما قالت بعينيه، بأنه لم يعد قادرا على التنفس وأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، أمسكته من يده، وأوصلته بهدوء إلى جوار ربّه. تحت أنظار الإطار الطبي وشبه الطبي الذي لم يبذلوا جهدا لإنقاذه.
فوزي بن مراد، لم يصدر إلى حدّ الآن، وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على وفاته تقرير الطب الشرعي، ولم تعرف عائلته السبب الحقيقي لوفاته، بل الأغرب أن زوجته، قدمت مطلبا للقيام بالحق الشخصي لدى قاضي التحقيق بالمكتب الرابع بالمحكمة الابتدائية بقرنبالية والسيد برهان العزيزي، لتقاضي مستشفى قرنبالية في الإهمال والتقصير وعدم الإنجاد القانوني، إلا أنه كان في كل مرّة يبلغهم بأن التقرير لم يتم إنهاؤه بعد، وأنه سيسلمهم إياه بعد أسبوع، وفي كل مرّة نفس الأمر إلى إن فات الانتظار الأربعة أشهر وشارف على الشهر الخامس، وقالت الأستاذة بن حضرية، أرملة الفقيد فوزي بن مراد أن قاضي التحقيق رفض قبول دعوى القيام بالحق الشخصي، قائلا إن الأمر لا يتطلب ذلك، ليحكم ويقرّر دون أن يكون له الحق في ذلك على حد تعبيرها.
 
زوجة الفقيد، قالت، إن ما رأته من مماطلة وتسويف في الكشف عن الأسباب الحقيقية لوفاة زوجها، إضافة إلى الإهمال في إسعافه، جعل الشك يتسرب إليها، وقالت هناك شك كبير في وفاة الأستاذ فوزي بن مراد، لذلك فهي تطالب بالكشف الفوري عن تقرير الطب الشرعي، وتمكين خبراء ولجنة طبية مختصة من القيام بالتحاليل اللازمة للكشف عن طبيعة الوفاة وسببها.
الأستاذ فوزي بن مراد، أحدث ضجّة، خلال الندوة الصحفية التي انعقدت بدار المحامي قبالة قصر العدالة بتونس العاصمة، عندما قال إن قياديا بحزب سياسي معروف بجهة القصرين أدخل شخصين من الجزائر نفذا جريمة الاغتيال ثم غادرا، وقال اثر ذلك انه يتعرّض الى ضغوط كبيرة، فهو يمتلك معلومات مهمة وخطيرة عن اغتيال رفيق دربه الأستاذ شكري بلعيد، ورغم سحب الثقة منه في رئاسة لجنة الدفاع عن الشهيد إلا أنه قرر إحداث جمعية ليتمكن من القيام بالحق الشخصي وفق ما يقتضيه القانون، ليكشف عن كل الحقيقة في قضية بلعيد، وكان الأستاذ بن مراد يقول لبعض المقربين منه انه كان يتلقّى تهديدات لها صلة باشتغاله على ملف الشهيد.
إضافة إلى ذلك كان الأستاذ بن مراد يستعدّ للكشف عما أسماه قنبلة من الحجم الثقيل، في علاقة بملفات تعاضديات الكروم بالوطن القبلي والألاعيب الكبيرة في هذا الملف إلا أنه توفي قبل أن يتمكن من ذلك، هذا فضلا عن أنه صرّح قبل وفاته لمقربين منه بأنه سيكشف عن قضايا فساد كبيرة وعن العديد من المفاجآت في قضيّة شكري بلعيد.
يوم السبت 6 أفريل، بعد مرور شهرين كاملين على اغتيال الشهيد شكري بلعيد، توفي المحامي فوزي بن مراد، الذي عرفته جل محاكم البلاد، وقد عرف بأنه كان رئيس لجنة الدفاع عن صدام حسين ودافع في جل قضايا الرأي والحريات، دافع عن كل الناشطين الحقوقيين والسياسيين كان رئيسا للجنة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد، اسلم الروح في ظروف أقل ما يقال إنها غامضة، فهل يستطيع القضاء الكشف عن الغموض الغريب في وفاة او «مقتل» الأستاذ فوزي بن مراد، أو كما كان يناديه أصدقاؤه الزعيم.
أرملة الفقيد، قالت إنها ستعقد ندوة صحفية قريبا لتكشف عن العديد من الحقائق الجديدة



جميع الحقوق محفوظة ©2016