غادر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يتلقى العلاج في باريس منذ أفريل فرنسا ظهر يوم الثلاثاء 16 جويلية 2013 متوجها إلى الجزائر، كما أعلن مصدر ملاحي. وقال هذا المصدر أن الرئيس الجزائري استقل طائرة الرئاسة الجزائرية وهو على كرسي نقال. وأقلعت طائرته من مطار لوبورجيه متوجهة إلى العاصمة الجزائرية حوالي الساعة 13.30 بالتوقيت المحلي (11.30 ت غ)، كما أوضح المصدر وقضّى الرئيس بوتفليقة 88 يوما في العلاج بفرنسا من "الجلطة الدماغية العابرة" التي أصيب بها منذ 27 أفريل وذلك وسط تعتيم إعلامي مشدد، ولم تسمح السلطات الجزائرية طيلة هذه المدة إلا ببث صور قليلة وشريط فيديو في مساع لوقف حمى الإشاعات حول وضعه الصحي.
وكان سلال ورئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح قد زارا بوتفليقة في مقر إقامته بمستشفى "لي زانفليد" في العاصمة الفرنسية باريس، وتزامن ظهور بوتفليقة وقتها مع إشاعات تحدثت عن وفاته. ويحكم الرئيس بوتفليقة الجزائر منذ 1999 وتنتهي ثالث ولاية له في 2014، بينما لا يزال غير معلوم إن كان سينهيها في منصبه ام أنه سيستقيل لتعيين خليفة له يكمل المرحلة الرئاسية المتبقية من عهدته. ومنذ سفر الرئيس الجزائري للعلاج في فرنسا، دخل رجال سياسة مستقلون وزعماء أحزاب في سباق محموم ضد الساعة لتقديم أنفسهم كمرشحين محتملين لخلافته في أول موعد انتخابي رئاسي لن يتأخر كثيرا في كل الحالات سواء بقي بوتفليقة أو تخلى عن منصبه.
ويقول مراقبون إنه من غير المنتظر أن تخفف عودة بوتفليقة إلى الجزائر من كثرة الإشاعات حول صحته، ومن حدة السباق المحتدم لخلافته. لكن أمر الرئيس الجزائري القادم سيظل مرهونا بإرادة كبار قادة الجيش الجزائري الذي لابد أن يحظى أي شخص متقدم لمنصب الرئاسة بموافقته. ودعت المعارضة الجزائرية الحكومة إلى إعلان شغور منصب رئيس الجمهورية بسبب المرض، وبالتالي تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة وفقا للمادة 88 من الدستور، لكن الحكومة رفضت هذا التوجه، وقالت إن بوتفليقة ظل يعطي تعليماته من مشفاه الباريسي.
وتنص المادة 88 من الدستور الجزائري على أنه "إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا.. وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع". وفي حالة عجز الرئيس عن أداء مهامه سيشغل رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح (70 سنة) منصب الرئيس بالنيابة حتى تنظيم انتخابات في أجل لا يتعدى 45 يوما. ولا يحق لبن صالح في هذه الحالة الترشح لهذا المنصب.