أخر الاخبار

بعد إيقاف 3 أطباء و3 أمنيين في قضية «رشيد الشماخي» : هل يفتح ملف الاغتيالات السياسية؟




ايقاف 3 أطباء متهمين بالامضاء على شهادة طبية و3 أمنيين مورطين في التعذيب في قضية الشهيد الحي «رشيد الشماخي» خلال أوائل التسعينات هل يفتح معه ملف الاغتيالات السياسية في تونس؟ وملف الذين استشهدوا تحت التعذيب؟ ومن أعدمهم باسم القانون ؟

عادت قضية «رشيد الشماخي» الى سطح الاحداث من جديد, قضية عمرها واحد وعشرون عاما بعد ان اصدر حاكم التحقيق بالمكتب الرابع بالمحكمة الابتدائية بقرنبالية بطاقات إيداع بالسجن في شأن ثلاثة أطباء و3 ضباط أمن وذلك اثر قضية تقدمت بها العائلة عن طريق احد المحامين الى وكالة الجمهورية بقرنبالية تطلب كشف حقيقة هلاك ابنها تحت التعذيب عام 1991 معتمدة على عدد من شهادات بعض المنظمات الحقوقية والدولية وشهادات رفاق الشهيد بسجن الإيقاف وما تم استخلاصه من طرف رئيس اللجنة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية سابقا رشيد ادريس الذي قام بالتحقيق في بعض الوفيات التي حصلت داخل المقرات الأمنية بداية التسعينات من القرن الماضي.

ملفات الماضي

وجاء في الملفات ـ أنه في الليلة الفاصلة بين 23 و24 أكتوبر من سنة 1991، وعلى الساعة الرابعة صباحا اقتحمت مجموعة من أعوان الحرس والتفتيشات بنابل منزل شقيقة الشهيد رشيد الشمّاخي بمنزلها الكائن بمدينة مقرين من ولاية بن عروس وألقت القبض عليه.
ـ جاء اعتقال رشيد الشماخي بعد استشهاد فيصل بركات بـ 12 (اثني عشر) يوما وبعد تنفيذ حكم الاعدام في ثلاثة شبان من ابناء الاتجاه الاسلامي  بخصوص احداث باب سويقة.
ـ بقي رشيد الشمّاخي لمدة 3 أيام دون أكل أو شرب مقيد اليدين والرجلين وفي صبيحة يوم 27 أكتوبر 1991 طلب رشيد من الأعوان الدخول إلى بيت الخلاء واستعان باثنين من زملائه الموقوفين معه لعدم قدرته على السير، وأثناء قضائه حاجتة قال شهود العيان ممن كانوا بجانبه لحظة موته  انهم استمعوا الى شخيره المفاجئ.
ـ حمل رشيد بعدها على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بنابل حيث لفظ هناك أنفاسه الأخيرة في نفس ذلك اليوم 27 أكتوبر1991.وإثر تسليم الجثة لعائلته طلب منهم عدم إخراجها من الصندوق إلاّ حين الدفن بالمقبرة وأن لا يقع إدخاله إلى بيته، ولكنّ عائلته قبلت الشرط في البداية وتمرّدت على القرار في النهاية
ـ أدخل الشهيد رشيد الشماخي، إلى داخل المنزل عنوة وأخرج من الصندوق المخصّص للموتى، ولأول مرة في تاريخ مدينة سليمان تنطلق جنازة ضخمة احتجاجا لمقتل رشيد الشماخي، واستنكارا للقمع والظلم. وقد حُمل على أكتاف المشيعين ، ولأول مرة في تاريخ المدينة تخرج النسوة لتشييع فقيدهنّ بالزغاريد والتهليل والتكبير.
ـ ما بقي في ذاكرة اهالي سليمان ان الام الثكلى لرشيد الشماخي وارملته خرقتا عرف المدينة حيث كنّ يزغردن ولا يتركن أحدا يبكي عليه بل دعتا كل الحاضرين إلى الإفطار عندهم احتفاء بوفاة شهيدهم علما أنّ قبر رشيد الشماخي وإلى حدّ الآن مكتوب عليه «هذا ضريح الشهيد رشيد الشماخي»، رغم  كسر الرخامة المنقوشة عليها هذه العبارة مرتين من طرف السلطة.
ـ بعد جنازة رشيد الشمّاخي  قامت السلطات بسجن 56 إسلاميا طيلة سنوات الجمر
ـ حُرم أفراد عائلة رشيد الشماخي من جوازات سفرهم لأكثر من عشر سنوات.

من هو «رشيد الشماخي»
ـ هو رشيد بن سالم بن قاسم الشمّاخي.
ـ مولود بمدينة سليمان من ولاية نابل في 5 مارس 1963.
ـ توفي تحت التعذيب في 27 أكتوبر 1991 بمركز الحرس بنابل
ـ تزوّج رشيد الشماخي في 18 جويلية 1991 وبقي مع زوجته ثلاثة أشهر ولم ينجب منها، سُجنت هي من بعده مدة 3 أشهر.
ـ زاول دراسته الابتدائية بمدرسة 2 مارس بسليمان وواصل تعليمه الثانوي بمعهد مدينة سليمان ثمّ بالمعهد الثانوي بقرنبالية.
ـ تعاطف مع حركة الديمقراطيين الإشتراكيين من سنة 1981 إلى 1985 ثمّ تعاطف مع حركة النهضة الإسلامية وانتمى إليها من سنة 1988 إلى تاريخ وفاته.
ـ مارس التجارة وتربية النحل مع والده وإخوته..
ـ أمّا والده فكان يوسفي التوجه معارضا للبورقيبية حتى بعد الاستقلال.

شهداء تحت التعذيب

بعد فتح ملف رشيد الشماخي هل تفتح باقي ملفات من ماتوا تحت التعذيب او تم اغتيالهم؟
وفي ما يلي القائمة الإسمية لقتلى التعذيب داخل السجون و مراكز الأمن منذ 1987 حسب ما اوردته المنظمات الحقوقية والرابطات المدافعة عن حقوق الانسان :

ـ نهلة سومر: سجنت في سجن منوبة منذ 21 ماي 1998 وقد ذكر التقرير أنها ماتت منتحرة.

ـ حدّة العبدلي: قبض عليها الأمن وقد أطلق سراحها سنة 1995 بعد معاناة طويلة مع أبشع طرق التعذيب في زنازين بن علي.

ـ نور الدّين العلايمي: أوقف بمركز الشرطة بالمتلوي قبل أن يفارق الحياة تحت طائلة التعذيب.

ـ أحمد العماري: من مواليد سنة 1952 تم إيقافه يوم 30 نوفمبر 1990 لمدّة شهر على ذمة التحقيقات ثمّ أخلي سبيله. وأوقف مرّة أخرى يوم 17 جوان 1997
من قبل السلطات الليبيّة التي سلّمته إلى السلطات التونسية، وقد أشار التقرير إلى تعرضه لأصناف من التعذيب.

ـ فيصل بركات: تم إيقافه يوم 8 أكتوبر 1991 وقتل تحت التعذيب في 17 أكتوبر من العام ذاته في منطقة الأمن بنابل بعد 9 أيام من التعذيب المتواصل.

ـ عبد الرزاق بحرية: كان يخضع للمراقبة الإدارية في مركز الشرطة ببنزرت وقد توفي يوم 29 نوفمبر 1997 لأسباب لم يكشف عنها.

عزّ الدين بن عائشة: في أوت 1994 ألقت قوات الشرطة القبض عليه، ثم تم تحويله إلى سجن الناظور ببنزرت، حيث فارق الحياة بسبب تعرضه للتعذيب.

ـ محرز بالساقطة (الزّناوي): سجن في السجن المدني بتونس وتوفي فيه يوم 9 ديسمبر 1997

ـ منجي بوحامد: تمّ إيقافه يوم 23 ديسمبر 1990 بأحد المراكز الأمنية بصفاقس ثمّ حوّل إلى الإدارة العامة للأمن حيث توفي في ظروف غامضة.

ـ الهادي بوطيّب: توفي في رمادة لأسباب مجهولة حيث رفضت السلطات تبرير حادثة الوفاة التي ظلّت غامضة منذ سنة 1991.

ـ عامر دقاش: أوقف من طرف الأمن يوم 11 جوان 1991.. التقرير ذكر أنه قتل بسبب التعذيب لكنه لم يذكر مكان الحادثة.

ـ تيجاني الدريدي: يوم 10 أوت 1998 توفي في مركز الشرطة بأريانة بسبب التعذيب.

ـ عمار الباجي: يوم 9 نوفمبر 1994 تم إيقافه وتوفي بعد يوم تحت التعذيب لكن التقرير لم يشر إلى المكان الذي تعرض فيه للتعذيب.

ـ محمد علي فضاي: حسب ما ذكره التقرير، إن الضحية توفي سنة 1997 بعد أن كان يخضع لمراقبة إدارية بمركز الشرطة ببنزرت، لكن السلطات لم تقدم تقريرا
بخصوص أسباب الوفاة.

 
لطفي قلاع: تم إيقافه يوم 27 فيفري 1994 وتحويله إلى جزيرة جربة بعد عودته من فرنسا إلى تونس وقد ورد في التقرير أنه قتل تحت التعذيب.

ـ طاهر الجلاصي: توفي الضحية يوم 24 جويلية بسجن قرنبالية بسبب التعذيب.

ـ مراد الجندوبي: توفي في سبتمبر سنة 1994 بسبب التعذيب.

ـ سحنون الجوهري: يوم 23 مارس 1991 ألقت وحدات من الأمن القبض عليه ثمّ تم تحويله إلى إدارة أمن الدولة حيث خضع لاستجوابات متواصلة لمدة 21 يوما..

ومن ثمة نقل إلى السجن المدني بتونس يوم 26 جانفي 1995 وقد توفي هناك بسبب خطإ طبي.

ـ فتحي الخياري: أوقف يوم 16 جوان 1991 ثم عرض على الاستجواب بالثكنة الأمنية ببوشوشة يوم 5 أوت وتوفي هناك بعد تعذيبه

ـ اسماعيل خضيرة: تم نقله إلى السجن المدني بتونس العاصمة في فيفري 1994 وهناك تعرض إلى فصول من التعذيب أدت إلى وفاته.

ـ رضا خميرة: سجن رضا بالسجن المدني باللاريجية بولاية جندوبة منذ 25 جويلية 1997. وتوفي بالمكان نفسه لأسباب مجهولة.

ـ جعفر الخيشاوي: في ماي 1995 أوقف الضحية من قبل السلطات الأمنية ثم توفي يوم 7 جوان 1995 أي بعد أسابيع قليلة من إيقافه. بسبب التعذيب.

ـ عبد العزيز المحواشي: تم إيقافه يوم 21 أفريل عام 1991 وبعد 9 أيام من التعذيب فارق الحياة

ـ رؤوف المثلوثي: عندما تم إيقافه في منطقة أريانة سنة 1990 كان عمره آنذاك 10 سنوات وقد اختفى مباشرة منذ جوان 1990 ولم يعرف عنه أية أخبار إلى حد
اليوم.

ـ عبد القادر مصباح: توفي في سجن قابس سنة 1995.

ـ علي المزوغي: سلمته السلطات الليبية إلى السلطات التونسية في ماي 1997 ثم تم نقله إلى السجن المدني بتونس العاصمة حيث توفي هناك.

ـ فرحات العثماني: توفي في سجن مرناق سنة 1997.

ـ أحمد الوافي: توفي في 4 سبتمبر 1997 بالسجن.

ـ مبروك الزرن: سجن في السجن المدني بتونس منذ 1991 وقد فارق الحياة يوم 6 ماي 1997 بسبب خطإ طبي.

ـ «فتحي الزريبي» و«محمد الهادي النيغاوي» و«مصطفى بن حسين» تم اعدامهم في جريمة ما تزال هي نفسها محل جدل وتتسم بالكثير من الغموض بعد ان تبين من
خلال الملفات انها كانت عملية مدبّرة من اجهزة بن علي نفسه .




جميع الحقوق محفوظة ©2016